تعد بيئة العمل الناجحة نتاج التعاون والاحترام المتبادل، ومع ذلك، فإن التعامل مع زميل يتجاهل القواعد قد يؤدي إلى إضعاف الانسجام والتأثير على الإنتاجية سلبًا. سواء كان ذلك بتجاهل المواعيد النهائية، أو عدم الالتزام بالبروتوكولات، أو التصرف بشكل غير مهني، فإن مثل هذه التصرفات يمكن أن تؤثر على الجميع وعلى العمل في الوقت نفسه، وفي هذا الدليل الشامل من وادي علم، سنقدم خطوات عملية لمعالجة هذا النوع من السلوك مع الحفاظ على الاحترافية وتعزيز بيئة عمل إيجابية.
1. افهم السبب الجذري للمشكلة
قبل اتخاذ أي إجراء، من المهم تحليل الأسباب التي قد تدفع زميلك إلى تجاهل القواعد وتجاوزها، وقد تكون تصرفاته ناتجة عن:
● عدم الوعي: ربما لا يدرك القواعد بشكل كامل أو لا يفهم أهميتها.
● لديه مشكلات شخصية: قد تؤثر الضغوط أو التحديات الشخصية على تصرفاته.
● عدم الاهتمام أو الاحترام: قد يتعمد تجاهل القواعد بسبب قلة التحفيز أو التمرد.
● الديناميكيات في مكان العمل: ربما يشعر بعدم الانتماء أو الدعم الكافي.
وفهم الأسباب مهم بل ضروري لأنه يساعدك في اختيار الطريقة الأنسب للتعامل مع الموقف.
2. احتفظ بسجّل مفصل للمواقف
توثيق الحوادث أمر ضروري خاصة إذا تطلب الأمر تصعيد المشكلة، يجب أن يتضمن السجل:
● التواريخ والأوقات التي وقعت فيها الحوادث.
● وصفًا لما حدث وتأثيره على العمل أو الفريق.
● أسماء أي شهود على التصرف أو نتائجه.
على سبيل المثال:
"في 10 نوفمبر، تأخر [اسم الزميل] عن تقديم العرض للعميل، مما تسبب في تأخير تسليم المشروع، واضطررت للتدخل لإكمال الجزء الخاص به."
تذكر أن التوثيق الواضح والدقيق يساعد في تقديم الأدلة عند الحاجة.
3. جرّب أن تكلمه مباشرة
غالبًا ما تكون المحادثة المباشرة أكثر الطرق فعالية لحل النزاعات، وحينما تتبع هذه الخطوات تضمن حوارًا بناءً:
اختار الوقت والمكان المناسبين
تحدث مع زميلك في مكان خاص ومحايد، وتجنب المواجهات العلنية أو المفاجئة التي قد تزيد من التوتر وتشعره بعدم الراحة والحاجة للدفاع.
استخدام عبارات "أنا"
ركز على تأثير تصرفاتهم عليك بدلاً من إلقاء اللوم عليهم والتركيز عليهم، على سبيل المثال هنا،
● بدلاً من أن تقول: "أنت دائمًا لا تلتزم بالاتفاقات!"
● قل: "واجهتُ تحديات في الالتزام بالمواعيد بسبب تأخيرك، وهذا أثر على تحقيق مؤشرات أدائي المعتادة."
الاستماع إلى وجهة نظرهم
امنحهم الفرصة لشرح وجهة نظرهم، فقد تكشف المحادثة عن سوء فهم أو عقبات لم تكن على علم بها.
4. شدد على أهمية القواعد
أحيانًا يتجاهل الناس القواعد لأنهم لا يرون أهميتها، يمكنك توضيح ذلك من خلال ربط القواعد بأهداف العمل، على سبيل المثال:
● الالتزام بالمواعيد النهائية: اشرح كيف تؤثر على رضا العملاء ونجاح الفريق.
● ضمان راحة وسلامة الناس: أكد على أهمية الحفاظ على بيئة عمل آمنة ومريحة للجميع.
● احترام الآخرين ممن هم معك: أبرز كيف تساهم في رفع الروح المعنوية والإنتاجية.
وقد يساعدك إعادة صياغة القواعد كأدوات لتحقيق أهداف مشتركة إذ يصبح الكل على مسافة واحدة من تلك القواعد وعلى اطلاع بما ورائها.
5. اجعله شريكًا في الحل
إشراك الزميل في إيجاد الحلول يمكن أن يعزز التزامه بتحقيق التغيير الإيجابي، فكر في:
● تحديد التوقعات بوضوح: بالعمل معًا لوضع خطوات واضحة للالتزام بالقواعد المختلفة معًا.
● تقديم الموارد أو الدعم: إذا كان الزميل يواجه تحديات، قدم له تدريبًا أو توجيهًا ليقدر على حلها.
● إنشاء آليات للمتابعة والمساءلة: اتفق على مراجعات دورية لتقييم التقدم الحاصل في تطبيق القواعد.
6. وضع الحدود وتحديد العواقب
إذا استمر السلوك، فمن المهم وضع حدود واضحة، بتوضيح:
● السلوكيات المحددة: حدد ما يجب تغييره مثل الالتزام بالمواعيد أو حضور الاجتماعات.
● العواقب: اذكر الخطوات التي ستتخذها إذا استمرت المشكلة، مثل تصعيد الأمر للإدارة.
على سبيل المثال:
"إذا استمر التغيب عن الاجتماعات، فسأضطر إلى رفع الأمر إلى المشرف لأنه يؤثر على تقدم المشروع."
وضع حدود واضحة يظهر أن المشكلة تُؤخذ على محمل الجد وأن كل فعل له عاقبة.
7. اللجوء إلى الإدارة أو الموارد البشرية
إذا لم تنجح الجهود المباشرة والتعاونية، فقد يكون من الضروري تصعيد الأمر حتى لا تثقل نفسك ولا تؤخر أعمالك، وعند التحدث مع الإدارة أو الموارد البشرية:
● قدم السجلات وركز على الحقائق، وليس العواطف.
● وضح تأثير السلوك على الفريق والعمل.
● اقترح حلولًا قابلة للتنفيذ مثل التدريب أو الوساطة.
8. عزز الثقافة الإيجابية في مكان العمل
غالبًا ما تنتشر السلوكيات السلبية في بيئات تفتقر إلى الوضوح والمساءلة، ولتحسين بيئة العمل:
● كن قدوة حسنة: التزم بالقواعد وأظهر الاحترافية دائمًا قبل أن تطلب هذا من الآخرين.
● شجع على التواصل الواضح: وساهم في خلق بيئة تشجع الزملاء على مناقشة المشكلات أولًا بأول.
● عزز العمل الجماعي: وانخرط في أنشطة تعزز الروابط والاحترام المتبادل بين الزملاء.
9. التعامل مع المشاكل المستمرة بحكمة
إذا لم يتحسن سلوك زميلك رغم الجهود، فكر في الاستراتيجيات التالية:
● قلل التفاعل: قلل التفاعل المباشر لحماية إنتاجيتك ومعنوياتك كل يوم إذ يكون من المؤذي يوميا لملمة الأشياء وراء الزملاء غير الملتزمين.
● اعتمد على القنوات الرسمية: استخدم السياسات والإجراءات التنظيمية للتعامل مع الانتهاكات المستمرة.
● ركّز على أهدافك: لا تدع تصرفاتهم تصرف انتباهك عن عملك وأهدافك وصحتك النفسية.
10. لا تنسى الاعتناء بنفسك
يمكن أن يكون التعامل مع زميل صعب مرهقًا، قد يجعلك تكره الذهاب للعمل وتحب لحظة الخروج منه بعد أن كنت تحب هذه البيئة، لذا من المهم أن تحمي صحتك النفسية من خلال:
● وضع حدود عاطفية: لا تأخذ تصرفاتهم على محمل شخصي أو عاطفي.
● اطلب الدعم: تحدث إلى زملاء تثق بهم أو أصدقاء أو مرشدين وعبر عن مشاعرك.
● مارس العناسة بالذات: انخرط في أنشطة تساعدك على الاسترخاء، مثل الرياضة أو الهوايات أو التأمل.
صحتك النفسية لا تقل أهمية عن حل المشكلات في مكان العمل.
قبل أن تذهب
التعامل مع زميل لا يحترم القواعد قد يكون تحديًا لك في عملك وإنتاجيتك، ولكن من خلال اتباع نهج مهني مدروس، بفهم الأسباب الجذرية، والتحدث باحترام، وتصعيد الأمور عند الضرورة، يمكنك تحسين بيئة العمل وتعزيز التزام الجميع.
تذكر أن مكان العمل يجب أن يكون مساحة للتعاون والنمو، واتخاذ خطوات استباقية لا يحسن بيئتك فحسب، بل يعكس أيضًا التزامك ببناء بيئة عمل منتجة ومحترمة.