التعلم عبر الإنترنت: ميزات وفوائد

أصبح التعلم عبر الإنترنت جزءًا مهمًا من المشهد التعليمي في السنوات الأخيرة، وقد برزت أهمية التعلم عبر الإنترنت خلال ذروة جائحة كورونا وقت ما كان العالم يعيش إغلاق شبه كامل، ولكن إذا حاولنا التفكير في ميزات وفوائد التعلم عبر الإنترنت بشكل عام وبدون أن يكون اللجوء إليه بشكل اضطراري أو جزئي كما حدث من قبل وقت ذروة الجائحة، سندرك أهمية هذه الأداة المهمة والتي ستساهم بشكل كبير في طفرة للعالم الأكاديمي وللدراسين في كل المراحل سواء في التعليم الأساسي أو التعليم الجامعي أو حتى الدراسات العليا.

يوفر التعلم عبر الإنترنت العديد من المزايا والفوائد نستعرضها معكم من خلال السطور القادمة..

أولاً، يوفر التعلم عبر الإنترنت للطلاب سهولة الوصول إلى المعلومات والمصادر المختلفة، حيث يمكن للطلاب البحث والدراسة عن أي موضوع في أي وقت ومن أي مكان، ويسهل أيضاً على الطلاب ملاءمة التعليم في جداولهم المزدحمة ويسمح لهم بالعمل وفقًا لسرعتهم الخاصة. كما أن بعض مواقع وتطبيقات التعلم عبر الإنترنت توفر أدوات للتعلم الشامل، مثل التفاعل الحي والاختبارات والوسائط المتعددة Multi-Media مما يجعل عملية التعلم أكثر تأثيراً وفعالية.

ثانياً، يعزز التعلم عبر الإنترنت مهارات الطلاب في التعلم الذاتي والتوظيف الفعّال للمعرفة، والذي يؤدي بدوره إلى فهم أعمق للموضوعات محل الدراسة ويساعد الطلاب على الاحتفاظ بالمعلومات بشكل أكثر فعالية ومن ثَمّ تٌحدد التوجهات الصحيحة للبحث والدراسة.

ثالثاً، يدعم التعلم عبر الإنترنت التعاون والتعليم الجماعي، حيث يتمكن للطلاب من التواصل والتعاون مع بعضهم البعض والتعلم من خلال التجارب والمناقشات وربما تصحيح الواجبات من قِبَل الزملاء Peer-graded Assignment وذلك يساعدهم على تعزيز الشعور بالانتماء للمجتمع العلمي الذي يعتمد بالأساس على نظام مراجعة الأقران Peer Review في الأبحاث والدراسات العليا ويشجعهم على دعم بعضهم البعض في مساعيهم الأكاديمية والوصول لنتائج علمية أكثر فاعلية عبر العمل الجماعي والمشاركة.

إضافة إلى المزايا السابقة، لا يمكن أن ننسى الميزة الكبرى للتعلم عبر الإنترنت وهي تقليل التكاليف المرتبطة بالتعليم التقليدي حيث أنه لا يوجد هناك حاجة للانتقال إلى موقع فعلي للدراسة، ويمكن للطلاب في كثير من الأحيان الوصول إلى مواد الدورات التدريبية مجانًا من مصادر مفتوحة أو بتكلفة أقل عبر اشتراكات بأسعار قليلة مقارنة بتكلفة الدراسة التقليدية، وهذه الميزة أصبحت مؤخراً ضرورية للغاية للطلاب والدارسين نتيجة الوضع الاقتصادي الحالي الذي يواجه غالبية دول العالم من ركود وتضخم وارتفاع أسعار جاءت كنتيجة مباشرة للإغلاقات المتكررة والخوف من الاستثمار أثناء جائحة كورونا ثم جاءت الحرب الروسية الأوكرانية لتضاعف تلك الأزمة عالميًا.

وعلى الرغم من أن هناك بعض المخاوف حول تأثير التعلم عبر الإنترنت على الأطفال فيما يخص التواصل الشخصي وجودة وكفاءة التعليم إلا أن النقاط الإيجابية والمميزات والفوائد لتلك الأداة أكثر بكثير من المخاوف والتأثير السلبي المتوقع والذي يوجد تقريباً في أي وسيلة تعليم بما فيها التعليم التقليدي الذي له أيضاً آثار سلبية مثل الضغط على الطلاب وتشابه المنهج ورغبة المؤسسات التعليمية في أن يكون الطلاب والدارسين مجرد نسخ مكررة في طريقة التفكير كأنهم إنتاج قالب واحد في مصنع وليسوا بشر لديهم أفكار مختلفة ودرجات استيعاب ووعي متباينة، وكل ذلك بالإضافة إلي ضياع فكرة الابتكار والإبداع أمام المناهج التي تحدد للدراس مسارات محددة يصعب الخروج عنها وإجابات نموذجية يجب أن تكون إجابة الدارس مطابقة لها.

في الختام، يمكننا القول بأن تأثير التعلم عبر الإنترنت على الأداء الأكاديمي للطلاب هو إيجابي وذو فوائد وميزات عديدة خصوصاً في عالم اليوم سريع الخطى والمدفوع بالتكنولوجيا، حيث إنه يوفر الوصول إلى المعلومات ويعزز مهارات الطلاب في التعلم الذاتي ويدعم التعاون والتعليم الجماعي ويقلل تكلفة التعليم ومميزاته وفوائده تغلب سلبياته.