هل شاهدت يوماً أحد تلك المقاطع المنتشرة على يوتيوب أو تيك توك والتي يظهر فيها دراس عبر الانترنت نائماً أثناء المحاضرة؟ أو لآخر يتحايل عبر وضع صورة تظهر بها كلمة جاري الاتصال "Connecting" حتى يظن المحاضر أن الدارس لديه مشكلة في الإنترنت، أو ذلك الذي قام بتسجيل فيديو وهو يقوم بالإيماء برأسه وتحريكها ثم وضع الفيديو بطريقة ما في حالة إعادة متواصلة Loop لكي يظهر أنه مندمج ومتفاعل مع الشرح؟
لو كنت معجباً بأحد هذه الأفكار فأنصحك فوراً بعدم استكمال قراءة المقال، والبحث عن وسائل جديدة للتحايل حيث أنها أصبحت الآن معلومة لجميع المحاضرين والدارسين.
أما إذا وصلت لهذا السطر فدعنا نفكر سوياً في كيفية تحقيق الاستفادة الكبرى من التعلم عبر الانترنت.
في البداية عزيزي القارئ، دعنا نتفق أنه الآن أصبح التعلم عبر الإنترنت جزء أساسي من العملية التعليمية لما يوفره للدارسين من مرونة عالية وإمكانية للدراسة من أي مكان وفي أي وقت، وذلك للدراسين في سنوات التعليم المدرسي أو الجامعي أو الدراسات العليا، لذلك وجب علينا الانتباه لضرورة أن يتم الاستفادة بشكل كامل من تلك الأداة حيث أنها تتطلب مستوى عالٍ من الانضباط الذاتي والتحفيز وذلك عبر تطبيق بعض الاستراتيجيات والنصائح والتي سوف نستعرضها في السطور التالية:
إنشاء مساحة دراسة مخصصة: يعد إنشاء مساحة دراسة مخصصة خالية من أي شيء قد يشتت الانتباه أمرًا بالغ الأهمية للنجاح في التعلم عبر الإنترنت، حيث يجب أن تكون هذه المساحة هادئة وجيدة الإضاءة ومجهزة بجميع المواد الضرورية مثل جهاز كمبيوتر أو جهاز لوحي وكتب وكرسي مريح.
إنشاء جدول زمني للتعلم: يجب معرفة أن الروتين المنظم ضروري للمتعلمين عبر الإنترنت، لذلك يجب تحديد جدول زمني منتظم للدراسة بما في ذلك فترات الراحة، فذلك يساعد في إبقاء الدارسين على المسار الصحيح والتركيز على أهدافهم.
البقاء منظمًا: قد يكون تتبع المهام وتواريخ الاستحقاق والجداول الزمنية أمرًا صعبًا في التعلم عبر الإنترنت، لذلك من المهم أن تظل منظمًا، ويمكن عمل ذلك إما باستخدام الوسائل التقليدية كدفاتر التخطيط الشهري والتقويم المكتبي الورقي، أو يمكن أن استخدام الوسائل الحديثة المرتبطة بالإنترنت مثل التقويم Calendar والملاحظات Notes والموجودة على الهواتف النقالة بكل أنواعها مثل آيفون وأندرويد.
التواصل مع زملاء الدراسة والمدرسين: يمكن أن يؤثر التعلم عبر الإنترنت على الدراس فيشعر بالعزلة، لذلك من المهم الوصول إلى زملاء الدراسة والمعلمين في المنصة التي يتم الدراسة عليها، فالانضمام إلى منتديات المناقشة عبر الإنترنت والمشاركة في المشاريع الجماعية والتواصل مع المدربين يساعد في بناء الشعور بالانتماء إلى المجتمع وتعزيز التعاون.
استفد من التكنولوجيا: أصبح التعلم عبر الإنترنت ممكنًا في الأساس بفضل التكنولوجيا، لذلك من المهم الاستفادة من كافة الأدوات والموارد المتاحة، وبالطبع تختلف نوع الأدوات والموارد باختلاف مجالات الدراسة، فمثلاً في الماضي كان المهندسين يقومون برسم اللوحات يدوياً، أما الآن وبفضل التكنولوجيا الحديثة أصبحت كل اللوحات يتم إنشاءها عن طريق برامج وتطبيقات، ويمكن تطبيق هذا المثال على مختلف مجالات الدراسة.
إدارة المشتتات: يمكن للمشتتات، مثل وسائل التواصل الاجتماعي ورسائل البريد الإلكتروني وغيرها من مصادر التشتيت عبر الإنترنت، أن تشتت انتباه المتعلمين عبر الإنترنت بسهولة. لذلك يجب أن يقوم الدارسين بإيقاف تشغيل الإشعارات وتخصيص أوقات محددة للتحقق من رسائل البريد الإلكتروني وإشعارات تطبيقات الوسائط الاجتماعية وتقليل عدد علامات التبويب المفتوحة على أجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم.
في الختام، نعيد التأكيد على أن التعلم عبر الإنترنت طريقة مريحة ومرنة لمواصلة التعليم، ولكنها تتطلب أيضًا مستوى عالٍ من الانضباط الذاتي والتحفيز ولتحقيق الاستفادة الكبرى يجب اتباع استراتيجيات للتعلم الفعال عبر الإنترنت لكل يمكن للدراسين تحقيق النجاح والوصول للأهداف التعليمية.