التغلب على التشتت مهمة صعبة في عالمنا الحالي، إذ تتعدد مصادر التشتت بشكل كبير، مما يؤثر سلبًا على إنتاجيتنا وتركيزنا، من الهواتف المحمولة بتطبيقاتها المتنوعة والضوضاء المحيطة بنا وحتى أفكارنا الشخصية، كلها عوامل قد تصعّب علينا القيام بالمهام التي نقوم بها، فكيف تتغلب على التشتت وتركّز أكثر؟ إليك دليل وادي علم!
حدد مصدر التشتت
أول خطوة للتغلب على التشتيت هي تحديد مصدره، ورغم بساطة هذه الخطوة إلا أنها معقّدة أحيانًا بناءً على طبيعة حياتك اليومية، حدد ما الذي يشتتك؟ هل هو الهاتف؟ هل الضوضاء المحيطة بك؟ أم شيء آخر تحتاج لعزله ووضعه في الحُسبان؟ من المهم أن تعرفه، ربما تكون أفكارك الخاصة هي مصدر التشتيت، مثل القلق بشأن الأمور الشخصية أو التفكير في مشاريع مستقبلية، وكلما وصلت إلى المصدر استطعت الانتقال للتغلب على التشتيت بالخطوات التالية.
هيّئ الجو حولك
بعد معرفة ما يشتتك يصبح من السهل التخلص منه والتعامل معه، فلو كان تطبيقًا اغلقه، لو كان هاتفك ابعده أو اجعله على وضع الطيران أو وقّف تشغيل الاشعارات، أو لو كانت الضوضاء المحيطة هي المشكلة، يمكن استخدام سماعات عازلة للضوضاء أو البحث عن مكان هادئ للعمل فيه وقد تحتاج أيضًا لترتيب مكتبك وتنظيمه، فالمكان الفوضوي قد يصبح أزمة كبيرة في التركيز، ومن المهم أن تتأكد من أن بيئتك المحيطة تدعم التركيز يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في إنتاجيتك اليومية ولو كان هناك أي شئ آخر يشتتك تخلّص منه الآن.
حدد أهدافك اليومية بوضوح
هذه ستفرق جدًا في إنجازك والتغلب على التشتيت، قبل أن تنام حدد لنفسك 3 مهام تحتاج لإنجازها غدًا، وبهذا تكون سابقًا ليومك بخطوة، وتعرف بالضبط المطلوب منك لإنجازه! لأن هذا لا يساعد فقط في تنظيم يومك بل يمنحك أيضًا شعورًا بإدارة اتجاه يومك، وعندما تستيقظ في الصباح التالي ستكون مدركًا لما تحتاج إلى تحقيقه، ويصبح من الأسهل عليك البدء في العمل بفعالية دون تضييع الوقت في التفكير فيما يجب فعله أولاً، لهذا ننصحك بتدوين هذه المهام وجعلها واضحة ومنظمة لتظهر التزامك تجاهها طوال اليوم.
استخدام تقنيات إدارة الوقت
تقنيات إدارة الوقت أدوات قوية في التغلب على التشتيت وتحسين تركيزك وزيادة إنتاجيتك، وواحدة من أشهر هذه التقنيات هي تقنية "بومودورو"، التي تعتمد على تقسيم وقت العمل إلى فترات قصيرة ومركزة، تتراوح عادةً بين 25 دقيقة من العمل، و5 دقائق من الراحة! وهذه الدورات القصيرة تساعد في الحفاظ على التركيز وتجديد الطاقة، وهناك تقنيات أخرى مثل "تقنية 52/17" التي تعتمد على 52 دقيقة من العمل المتواصل تليها 17 دقيقة من الراحة، ويمكنك تجربة عدة تقنيات مختلفة لمعرفة أيها يعمل بشكل أفضل بالنسبة لك في التغلب على التشتيت.
ذهنك يحتاج اليقظة
التغلب على التشتيت يأتي من الحفاظ على حضورك والإحساس بوجودك في كل مكان، وهذا يأتي من يقظة ذهنك، والتي يمكن أن تلعب دورًا كبيرًا في تحسين تركيزك والتغلب على التشتت، وقد تساعدك في هذا الأمر تقنيات مثل التنفس العميق، التأمل، أو الصلاة للحفاظ على الهدوء والتركيز، من المهم أن تخصص وقتًا يوميًا لممارسة هذه الأنشطة لتجديد ذهنك والحفاظ على تركيزك، كما يمكن أن تكون هذه الأنشطة بسيطة مثل قضاء بضع دقائق في التنفس العميق أو التأمل كل صباح، أو ربما تحتاج إلى شيء أكثر تنظيمًا مثل جلسات اليوجا المنتظمة، ولو لاحظت ستجد أن الفكرة في كل هذا هي اتباع كل ما يساعدك على تصفية ذهنك وإعادة تركيزك.
ابق منظمًا
حافظ على مساحتك منظّمة، وغيّر مكان العمل لو كان هذا متاحًا لأن الملل أحيانًا يصيبك بالتشتت، ومكان العمل الفوضوي يمكن أن يكون مصدرًا كبيرًا لتشتيت الانتباه، لهذا، تأكد من أن كل شيء في مكانه، وإذا كان العمل من نفس المكان كل يوم يصيبك بالملل، فحاول تغيير مكان العمل إذا كان ذلك ممكنًا، والتنظيم لا يشمل فقط المساحة المادية، بل أيضًا تنظيم الأفكار والمواعيد باستخدام أدوات مثل جداول الإكسيل الزمنية والمفكّرات والتطبيقات لمتابعة تقدمك والتأكد من أنك تعمل بكفاءة.
لا تنس أن ترتاح
قد يبدو هذا ضد المنطق، ولكن ماذا إذا كان سبب تشتتك أنك تحتاج إلى شحن طاقتك سواء بكوكب قهوة أو بخفايف (سناكس) من وقت لآخر لإعطاء جسمك فرصة للراحة والتجدد، فقد يكون التشتت ناتجًا عن التعب والحاجة إلى تجديد الطاقة، وقضاء بضع دقائق في تناول كوب من القهوة أو تناول وجبة خفيفة يمكن أن يمنحك الطاقة اللازمة لمواصلة العمل بفعالية، لذا تأكد من أنك تأخذ فترات راحة كافية خلال اليوم لإعادة شحن طاقتك والتغلب على التشتيت، فالراحة ليست مضيعة للوقت، بل هي جزء أساسي من الحفاظ على إنتاجيتك وتركيزك على المدى الطويل.
لا تقف في منتصف الطريق
في نهاية المطاف، عليك أن تتذكر لماذا تفعل كل هذا؟ وألا تنسى الشوط الطويل الذي قطعته للوصول إلى هنا، من المحتمل أن لديك أهدافًا أكبر تسعى لتحقيقها، سواء كانت شخصية أو مهنية. قد تكون هذه الأهداف هي التي تدفعك للاستمرار رغم الصعوبات، تذكر دائمًا الشوط الطويل الذي قطعته للوصول إلى هنا، وتأكد من أن تستمر في التقدم نحو أهدافك، فالتغلب على التشتت ليس مهمة سهلة، ولكنه أمر ضروري لتحقيق النجاح، تغلّب على ما يشتتك لأن ما تفعله يجعل العالم أفضل. (نحن لا نقول لك هذا فقط، لكن نؤمن به)
كتب ستساعدك في التغلب على التشتت وزيادة التركيز
لا تفعل شيئًا
كيف تستغل أوقات فراغك في فعل لا شيء؟ وكيف يمكن أن يساعدك هذا في زيادة إنتاجيتك؟ هذا الكتاب فرصة لاستعادة سيطرتك على وقت فراغك.
تنظيم الغد اليوم
كتاب سيساعدك على ترتيب أوراق الغد، على التركيز أكثر على ما يهم وعلى التفكير المتعمّق والتواصل مع نفسك حتى لا تتشتت!
18 دقيقة
كل ما تحتاجه لتنظيم يوم كامل هو 18 دقيقة! لكن ماذا سوف تفعل في هذه الدقائق البسيطة وكيف سيساعدك هذا في تجنب التشتيت؟ اعرف كل هذا من كتاب 18 دقيقة!
نتمنى لك النجاح والتركيز أكثر للاستمتاع بحياتك وعملك، إذا كنت ترغب في المزيد من المعلومات، جهزنا لك ثروة كاملة من المعرفة تصحبك في كل مكان.. امتلكها من موقع وادي علم