دليل شامل لاجتياز المقابلة الشخصية والحصول على الوظيفة
سواء كنت خريجًا جديدًا أو محترفًا ذو خبرة تسعى إلى فرص جديدة، فإن إتقان فن المقابلة الشخصية أمرٌ بالغ الأهمية بالنسبة إليك، خصوصًا في ظل سوق العمل التنافسي اليوم ودخول الذكاء الاصطناعي على طول الخط، ولأن هذا قد يجعل من الحصول على وظيفة تحدٍّ كبير، فقد كتبنا لك هذا الدليل الشامل الذي نقدم فيه نصائح واستراتيجيات عملية تساعدك على اجتياز أي مقابلة عمل والحصول على الوظيفة التي تحلم بها.
1. أول الأشياء، مع من ستعمل وما دورك الوظيفي؟
لماذا بدأنا بهذا؟
لأن أحد أكثر الأخطاء شيوعًا التي يرتكبها من يقوم بمقابلة شخصية لوظيفة، هو الدخول بدون تحضير، إذ يتوقع أصحاب الأعمال أنك أجريت بحثك ولديك بالفعل إجابات تؤهلك إلى العمل معهم، لذا ابدأ عندما يكون لديك مقابلة عمل بالبحث عن الشركة والدور الوظيفي الذي ستقوم به فيها، لأن هذا يساعدك على تخصيص إجاباتك لما تقدّره الشركة أكثر.
كيف تقوم بذلك؟
● من موقع الشركة الإلكتروني: ابدأ بموقع الشركة الرسمي، ابحث في صفحة من نحن، واستكشف الخدمات أو المنتجات التي يقدمونها.
● الأخبار والتحديثات: ابحث عن مقالات إخبارية أو بيانات صحفية حديثة عن الشركة، وهل يطلقون مشاريع جديدة؟ وهل فازوا بجوائز؟
● لينكدين: استعرض صفحة الشركة على لينكدين لتفهم ثقافتهم التنظيمية، وتأكد مما إذا كان لديك أي اتصالات مشتركة مع موظفيها الحاليين من معارف وأصدقاء.
● وصف الوظيفة: اقرأ إعلان الوظيفة بعناية لفهم المهارات، المؤهلات، والمسؤوليات المطلوبة.
نصيحة وادي علم 💡
قم بتحضير بعض الأسئلة لطرحها أثناء المقابلة بناءً على بحثك، لأن هذا يظهر المبادرة والاهتمام بمعرفة المزيد والعمل مع الشركة.
2. راجع سيرتك الذاتية والخطاب التحفيزي
لماذا هذه الخطوة مهمة؟
لأن العديد من المتقدمين للوظائف يستخدمون نفس السيرة الذاتية ونفس الخطاب التحفيزي، ولهذا من المهم أن تضفي طابعًا إنسانيًا على كل وظيفة تتقدم إليها بتخصيص السيرة الذاتية ومراجعتها وتعديلها لتناسب هذه الشركة وهذا الدور، وهذا بالطبع يزيد من فرص قبولك.
كيف تقوم بهذه الخطوة
● تسليط الضوء على الخبرات ذات الصلة: تأكد من أن سيرتك الذاتية تعكس التجارب التي ترتبط مباشرة بالوظيفة التي تتقدم لها، استخدم الكلمات المفتاحية التي يبحث عنها رب العمل ووضعها في وصف الوظيفة لضمان اجتياز سيرتك الذاتية لأنظمة تتبع المتقدمين (ATS).
● قياس الإنجازات: بدلاً من مجرد سرد المهام، ركز على الإنجازات القابلة للقياس (مثل: "زيادة المبيعات بنسبة 20% في الربع الأول من سنة كذا") هذا يمنح البروفايل الخاص بك قوة أكبر في المنافسة على الدور.
● الخطاب التحفيزي: اشرح كيف تتوافق مهاراتك وخبراتك مع احتياجات الشركة، اجعل خطابك تحفيزي، اختصر فيه ولكن خصصه بما يناسب مهاراتك واحتياجات المكان.
نصيحة وادي علم 💡
احتفظ بـ"سيرة ذاتية رئيسية" وقم بتعديلها وتخصيصها لكل شركة تتقدم إليها، مع تسليط الضوء على مهارات وخبرات مختلفة حسب الصلة بالوظيفة.
3. التحضير للأسئلة الشائعة في المقابلة
لماذا هذه الخطوة مهمة؟
بينما تختلف كل مقابلة عن الأخرى، هناك أسئلة شائعة تظهر في كل مجال، أن تكون مستعدًا للإجابة عن هذه الأسئلة بثقة يمكن أن يخفف من توترك ويحدد النغمة الصحيحة للمقابلة.
ما الأسئلة الشائعة المتوقعة وكيف تجيب عليها؟
● حدثني عن نفسك: اجعل إجابتك مهنية، وركز على مسيرتك المهنية والخبرات ذات الصلة.
● لماذا تريد العمل هنا؟: أظهر بحثك عن الشركة واربطه بأهدافك المهنية.
● ما هي نقاط قوتك وضعفك؟: كن صادقًا ولكن استراتيجيًا في كلامك، اختر نقطة قوة تتوافق مع الوظيفة وضعفًا تعمل على تحسينه من خلال الوظيفة ذاتها.
● صف تحديًا واجهته وكيف تغلبت عليه: استخدم طريقة STAR (الوضع، المهمة، الإجراء، النتيجة) لتأطير إجابتك للتحديات التي واجهتك من قبل.
● أين ترى نفسك بعد خمس سنوات؟: أظهر طموحًا ولكن اجعل إجابتك تتماشى مع إمكانيات النمو داخل الشركة.
نصيحة وادي علم 💡
تدرب على هذه الإجابات بصوت عالٍ أو أمام المرآة أو مع صديق، وسيساعدك ذلك على تقديمها بسلاسة وبشكل طبيعي.
4.إتقان طريقة STAR للإجابة على الأسئلة السلوكية
لماذا هذه الخطوة مهمة؟
يستخدم العديد من المحاورين الأسئلة السلوكية لتقييم كيفية تعاملك مع المواقف في الماضي لتوقع كيفية تعاملك مع المواقف مستقبلًا، وطريقة STAR (الوضع، المهمة، الإجراء، النتيجة) تساعدك على تقديم إجابات واضحة وموجزة ومهيكلة.
مثال على تلك الطريقة:
السؤال: "كلمني عن وقت اضطررت فيه إلى تسليم شيء بسرعة في وقت ضيق."
● الوضع: "في وظيفتي السابقة، طلب أحد العملاء مشروعًا كبيرًا بوقت تسليم قصير."
● المهمة: "كنت مسؤولًا عن تنظيم الفريق وتسليم المشروع في غضون خمسة أيام."
● الإجراء: "قسّمت العمل إلى مهام قابلة للإدارة، وأعطيت الأولوية لكل منها، وضمنت أننا نتواصل بانتظام لمتابعة التقدم للأمام في المشروع."
● النتيجة: "تم تسليم المشروع في الوقت المحدد، وكان العميل معجبًا بالجودة، مما أدى إلى شراكة طويلة الأمد وهو ما زال عميلًا حتى الآن."
نصيحة وادي علم 💡
قم بتحضير 3-5 أمثلة من طريقة STAR مسبقًا لاستخدامها أثناء المقابلة، ركز على أنواع مختلفة من التحديات (القيادة، العمل الجماعي، حل المشكلات، إلخ).
5. ارتدي الزي المناسب
لماذا هذه الخطوة مهمة؟
الانطباعات الأولى مهمة، ومظهرك جزء كبير من ترتيب الانطباع الداخلي في نفوس الناس، لذا من المهم أن تذهب بزي مناسب يظهر الاحترام للشركة ولعملية المقابلة ويمكنك السؤال قبل أن تذهب.
كيف تقوم بذلك؟
● الملابس الرسمية/للأعمال: ما لم يُذكر خلاف ذلك، من الأفضل ارتداء ملابس الأعمال الرسمية مثل البدلة أو الفستان.
● خذ بعين الاعتبار الصناعة: في المجالات الأكثر التي لا طابع رسمي لها (مثل الشركات الناشئة التقنية)، قد تكون الملابس غير الرسمية للأعمال مقبولة، أما في الصناعات الأكثر تقليدية (مثل المالية، القانون)، فمن المتوقع أن الملابس الرسمية أساسية في المقابلات.
● اهتم بالتفاصيل: تأكد من أن ملابسك نظيفة، مكوية، ومناسبة، وتخلى عن الإكسسوارات الزائدة أو الروائح القوية.
نصيحة وادي علم 💡
إذا كنت غير متأكد من قواعد اللباس، فمن الأفضل أن تكون مرتديًا شيئًا أكثر رسمية بدلاً من أن تكون أقل رسمية.
6. أظهر ثقتك من دون غرور
لماذا هذه الخطوة مهمة؟
الثقة تظهر أنك تؤمن بقدراتك، ولكن الثقة الزائدة يمكن أن تظهر كغرور، ويريد أصحاب العمل شخصًا قادرًا ولكنه متواضع لأنه لن يقوم بالعمل وحده بل مع فريق من الناس.
كيف تقوم بذلك؟
● لغة الجسد الإيجابية: اجلس بشكل مستقيم، حافظ على الاتصال البصري، وابدأ بمصافحة قوية، وتجنب العبث في الأشياء أو تقاطع الذراعين لأنها تضع حاجزًا بشكل لا واعي بينك وبين الناس الذين تكلمهم.
● الاستماع الفعّال: أظهر أنك منخرط في المحادثة من خلال الإيماء والرد بشكل مدروس على ما يقوله المحاور.
● التواضع: لا تتردد في التحدث عن إنجازاتك، ولكن امنح الآخرين الفضل كلما وجدت فرصة، فبعد كل شيء، هذا ليس إنجازك وحدك، بل مع فريق، وأيضًا أظهر أنك متحمس للتعلم والنمو.
نصيحة وادي علم 💡
قم بإجراء مقابلات وهمية مع صديق أو مرشد لضبط لغة جسدك ونبرة صوتك وسياق الحوار.
7. اطرح أسئلة مدروسة
لماذا هذه الخطوة مهمة؟
عندما يسألك المحاور، "هل لديك أي أسئلة؟" هذا ليس مجرد إجراء شكلي أو تحصيل حاصل، لكنها فرصتك لتظهر فضولك بشأن الدور والشركة.
عن ماذا تسأل إذًا؟
● ثقافة الشركة: "كيف تصف ثقافة الشركة وبيئة العمل؟"
● فرص النمو: "ما هي الفرص المتاحة للنمو والتطور في هذا الدور؟"
● التحديات: "ما هي أكبر التحديات التي يواجهها الفريق أو القسم حاليًا؟"
● ديناميات الفريق: "هل يمكنك إخباري المزيد عن الفريق الذي سأعمل معه؟"
نصيحة وادي علم 💡
تجنب أي سؤال عن الراتب أو المزايا في المقابلة الأولى، ومن الأفضل الانتظار حتى تحصل على عرض أو في وقت لاحق مع المتابعة.
8. تابع برسالة شكر
لماذا هذه الخطوة مهمة؟
رسالة الشكر يمكن أن تساعدك في التميز عن المرشحين الآخرين، إنها تظهر الاحترافية، الامتنان، والاهتمام الحقيقي بالوظيفة.
كيف تقوم بها؟
● التوقيت: أرسل بريدًا إلكترونيًا لشكر المحاور خلال 24 ساعة من المقابلة.
● والمحتوى: اجعل الرسالة قصيرة وصادقة، اشكر المحاور على وقته، وأعد التأكيد على اهتمامك بالمنصب، واذكر شيئًا محددًا تحدثت عنه خلال المقابلة.
9. لو كانت المقابلة أونلاين
مع تزايد العمل عن بُعد، أصبحت المقابلات الافتراضية أكثر شيوعًا، وتختلف المقابلة الافتراضية عن المقابلات الشخصية تمامًا، والتحضير الجيد لها يمكن أن يجعلك متميزًا ويحجز لك الوظيفة.
كيفية القيام بذلك
● اختبار التقنية: تأكد من أن الكاميرا والميكروفون والاتصال بالإنترنت تعمل بشكل صحيح، واختبرهم قبل المقابلة.
● الخلفية الاحترافية: اجلس في مكان هادئ ومضاء جيدًا مع خلفية مرتبة، وتجنب الانحرافات أو الضوضاء في الخلفية.
● لغة الجسد: اجعل الاتصال البصري من خلال النظر إلى الكاميرا بدلاً من الشاشة.
نصيحة وادي علم 💡
احتفظ بملاحظات بالقرب منك ولكن تجنب القراءة منها مباشرة، لا بأس بالإشارة إلى النقاط الرئيسية، ولكن احرص على أن تبقى منسجمًا في الاتصال.
قبل أن تذهب
إتقان المقابلة الشخصية يتطلب أكثر من مجرد الإجابة عن الأسئلة، بل يحتاج إلى التحضير، الوعي الذاتي، والاحترافية، وفي وادي علم نتمنى أن تساعدك هذه النصائح في اجتياز مقابلتك القادمة، على أمل أن تزور دوراتنا المجانية وأن تضيفها إلى جدولك لربما تساعدك في صقل مهاراتك وتعزيزها.