ما هو تقدير الذات؟
تقدير الذات هو الطريقة التي تكون بها واعيا بقيمتك كفرد، بعبارة أخرى، يتعلق الأمر كله بكيفية إدراكك لنفسك.، وسواء توقفت لاستكشافها أم لا، فمن المحتمل أن تكون لديك آراء ومعتقدات قوية عن نفسك، وتؤثر هذه الآراء والمعتقدات بشكل كبير على كيفية عيشك لحياتك وتفاعلك مع الآخرين.
يتداخل تقدير الذات في بعض الأحيان مع المفاهيم ذات الصلة، مثل:
الثقة بالنفس: وهي الثقة في اتخاذ القرارات وفي قدراتك على التعلم والنمو.
احترام الذات: وهو الإيمان بقيمتك كشخص وكذلك بحقك في أن تكون سعيدًا ومعبرً عن احتياجاتك ورغباتك.
ما هو مستوى تقديرك لذاتك؟
إن احترام الذات يعني أنك تدرك عيوبك، ولكنك لا تزال تحب نفسك وتقبلها، ولا ترى نفسك متفوقًا أو أقل من الآخرين، بل تكون واثقًا من قدرتك على التعامل مع التغيير وتحمل الانتكاسات من الحياة، وفي نفس الوقت تؤمن بحقك في أن تكون سعيدًا، وهو ما يساعدك في التعبير عن احتياجاتك، وعن نفسك والاعتراف بأخطائك ووضع حدود مع الآخرين
إن انخفاض تقدير الذات بأن ترى نفسك أقل من الآخرين، ربما يجعلك دفاعيًا أو غير حازم تجاه الإساءات أو ربما تشعر دائمًا باليأس من "إثبات" نفسك.
والعكس بالعكس، فالإفراط في تقدير الذات من الممكن أن يكون سبباً في في الغطرسة ورؤية الآخرين أقل منك شأناً، لذا فإنك تنتقد عيوبهم بشكل مفرط وتميل إلى التغاضي عن نقاط ضعفك.
أهمية تقدير الذات
يمكن أن يؤثر مستوى احترامك لذاتك على كل جانب من جوانب حياتك تقريبًا، بما في ذلك صحتك النفسية والبدنية وعلاقاتك ونجاحك في المدرسة، البيت، العمل وغيرها، وفيما يلي بعض فوائد احترام الذات الصحي بالإضافة إلى عيوب عدم احترام الذات وتقديرها:
تقدير الذات والصحة النفسية
قد يجعلك انخفاض تقدير الذات أكثر عرضة للاكتئاب، والقلق بشأن نظرة الآخرين وما إن كنت مناسبًا وهو ما يجعلك تركز على الإخفاقات في حياتك وتتجاهل نجاحاتك، مما يغذي تصورًا سلبيًا قاتمًا عن نفسك.
تقدير الذات والعلاقات
علاقاتك يمكن أن تؤثر على مستوى احترامك لذاتك والعكس صحيح، فإا كنت تعاني من انخفاض تقدير الذات لن ترى نفسك مستحقًا لصداقاتك وتضحياتك وهو ما يؤدي للانسحاب اجتماعيًا بعزل نفسك لأنك لست أهلًا لتلك الصداقات.
تقدير الذات في العمل أو المدرسة أو الجامعة
تشير بعض الأبحاث أن الأشخاص الذين يتمتعون بتقدير لذاتهم يميلون إلى الشعور بمزيد من الرضا الوظيفي بالإضافة إلى النجاح، بل وقد يحفزك تقدير الذات بشكل معتدل للسعي إلى الحصول على وظائف تتطلب قدرًا أكبر من المسؤولية أو تضعك في أدوار أكثر تأثيرًا.
الثقة بالنفس والصحة البدنية
يبدو أن ارتفاع تقدير الذات يرتبط بانخفاض المشاكل الصحية، مثل ارتفاع ضغط الدم، وقد يكون هذا لأن الأشخاص الذين يتمتعون بتقدير ذاتي معتدل أكثر قدرة على طلب الدعم، مما يقلل من كمية الضغوط التي يحملونها، ويحسن صحة القلب والأوعية الدموية ونظام المناعة لديهم.
كيف تعرف أن تقديرك لذاتك قليل؟
يمكن أن تظهر علامات انخفاض احترام الذات بعدة طرق، فإذا كانت أي من العلامات التالية تنطبق عليك، فقد تكون تعاني من نقص في تقدير الذات والثقة بالنفس.
شعورك بالإحباط وخيبة الأمل والاستسلام للفشل عند وقوعه أو عندما تتوقع أنه سيحدث فشلًا ما في شيء، فقد تنهي علاقة رومانسية محتملة بعد موعد سيئ، على سبيل المثال، أو لا تتقدم بطلب للحصول على وظيفة لأنك لا تعتقد أنك ستتميز عن المتقدمين الآخرين.
التقليل من شأن نفسك، وعدم معرفة قدراتك ونقاط قوتك وضعفك حتى حينما تكون على قدم المساواة مع أقرانك، فإنك تنتقد أداءك بشكل مفرط وتفترض أنك أديت أداءً أسوأ من الآخرين في مهمة ما.
انخراطك مع نفسك في الكلام عن نفسك بشكل سلبي، حوارك الداخلي يكون حينها ضارًا لا نافعًا، وانتقادي بشكل مفرط، وغير عادل أو موضوعي في كثير من الأحيان.
تجد صعوبة في قبول المجاملات أو الاعتراف بإنجازاتك، فإذا قال شخص ما في العمل شيئًا حلوًا عن قدراتك، على سبيل المثال، فإنك تتجاهل تعليقه لأنه لا يتماشى مع صورتك الذاتية السلبية.
نصائح لتحسين تقديرك لذاتك
يتضمن بناء تقدير الذات تغيير الطريقة التي تتحدث بها إلى نفسك، وتفكر بها، وتعتني بها بنفسك، وهذه النصائح ستساعدك بالطبح في هذا الأمر:
تكلم مع نفسك بلطف وبإيجابية
بالنسبة للعديد منا، يصدر صوت صغير في رأسنا أحكامًا متكررة علينا وعلى تجاربنا، وعندما يكون هذا الحوار الداخلي انتقاديًا بشكل مفرط أو يركز فقط على السيئ، فأنت تنخرط في حديث سلبي مع نفسك.
تدرب على ضبط نفسك في المواقف التي تتحدث فيها عن نفسك بشكل سلبي، وللقيام بذلك، ابدأ بتعريف نفسك بـالتشوهات المعرفية الشائعة مثل التهويل المفرط وتوقع الأسوأ، وحين تفكر بهذه الطريقة فكر في الأدلة التي تدعم هذه النظرة التشاؤمية.
اعترف بنقاط قوتك
عندما تعاني من انخفاض احترامك لذاتك، فإنك تميل إلى التركيز على أضعف سماتك، إحدى الطرق السريعة لمواجهة هذا هي عمل قائمة بنقاط قوتك، فكر في الإنجازات السابقة، وابدأ ببساطة بإعداد قائمة بالإنجازات والتي لا يلزم أن تكون عظيمة ولكنها قد تكون بسيطة كالالتزام في النادي، أو عدم تناول السكريات بشكل مفرط لأسابيع أو أيام أو غيرها.
ابني كفائتك
غالبًا ما يشكك الأشخاص الذين يعانون من انخفاض احترام الذات في قدرتهم على تطوير مهارات جديدة أو تحسين المهارات الحالية، واتخاذ خطوات صغيرة لبناء الكفاءة يمكن أن يذكرك بأنك قادر على النمو.
تبنى عقلية النمو، احضر عددًا من الكورسات المجانية مثلًا في وادي علم واعلم أن التغيير يحتاج لمجهود.
حدد أهدافًا واقعية لحياتك
إن تحديد الأهداف يعد خطوة مهمة في النمو كشخص، ومع ذلك، فإن الأهداف التي يصعب تحقيقها ببساطة قد تكون غير منتجة وتؤدي إلى انخفاض احترامك لذاتك بدلاً من تعزيزه، واستخدم هذه النصائح لوضع أهداف واقعية.
فكر فيما هو ممكن، ولكن لا تطلب الكمال، فالكمال وهم، صحيح أن تحدي النفس مهم ولكن من المهم ألا نشطح بخيالنا إلى ما يرمينا بعيدًا عن حدودنا فلا نستطع العودة بعدها إلى ما كنا عليه حتى.
نفسك أولوية
إن الأشخاص الذين يقدرون أنفسهم حقًا يخصصون وقتًا لأنفسهم أيضًا، ومن خلال تخصيص الوقت للمشاركة في الأنشطة التالية، يمكنك المساعدة في تعزيز فكرة أنك تستحق حب الذات، سواء بالتمرين، أو المعرفة أو إعداد وجبة لنفسك، فكر في نفسك كأولوية ومارس اليقظة الذهنية التي تشعرك بنفسك وباحتياجاتك.
قبل أن تذهب
إن تقديرك لذاتك وإحساسك بالرفاهية مرتبطان ببعضهما، تقديرك لذاتك المرتفع يوجهك نحو عادات صحية ويساعدك على البقاء مرنًا في مواجهة العديد من ضغوط الحياة ونكساتها، ولأن الطريقة التي تنظر بها إلى نفسك حاليًا ليست ثابتة، فإجراء بعض التعديلات في كيفية حديثك مع نفسك، والعناية بنفسك، والتفاعل مع الآخرين يمكن أن يؤدي إلى تغييرات مذهلة في شعورك كل يوم.