يتسبب القلق في العمل في ضيق شديد لكل موظف تقريبًا، إذ يقول تسعة من كل 10 موظفين إن ضغوط العمل تؤثر على صحتهم النفسية، فيما يقول 83% إنهم يشعرون بالاستنزاف العاطفي بسبب مكان العمل، ولأهمية هذا الموضوع لكل موظف، فكرنا في كتابة دليل متكامل لك، تنجو به من القلق في العمل.
ما هو القلق في العمل بالتحديد؟
القلق في العمل، ينطوي على قلق وتوتر مفرطين ودائمين بشأن وظيفتك مما يؤثر على الإنتاجية والأداء والرفاهية البدنية و/أو النفسية، وفي حين أن القلق في العمل ليس له تشخيص سريري حتى الآن، إلا أنه مرتبط باضطراب القلق العام، خصوصًا مع مشاعر القلق والخوف بشكل مفرط، من أمور حياتية مختلفة في المنزل، العمل، العلاقات وغيرها فيصاب الشخص حينها مع ضغوط العمل بالخوف من حدوث شيء ما!
أعراض القلق في العمل
تختلف أعراض القلق في العمل من شخص لآخر، ولكنها قد تشمل ما يلي:
التجنب
أحد الأعراض الرئيسية لأي نوع من أنواع القلق هو التجنب، وقد يكون أحد العلامات الأولى لوجود خطأ ما، وفي حالة القلق الوظيفي، قد يبدو التجنب في صورة تأجيل المشاريع، أو التحدث إلى زملاء العمل بشكل أقل، أو اختيار عدم حضور فعاليات العمل أو عدم الاكتراث بها.
تقلبات المزاج
قد تكون التغيرات المزاجية المتكررة مؤشرًا على القلق في مكان العمل، سواء كانت هذه التغيرات المزاجية تشمل الحزن أو الإحباط أو الانفعال على أهون الأسباب، وقد تتقلب بين هذه الحالات والحالات المحايدة مثل اللامبالاة على الإطلاق.
التفكير الزائد
قد تشعر بعدم القدرة على إيقاف الأفكار التي تغذي القلق بشأن الذهاب إلى العمل أو التعامل مع ضغوط العمل، على سبيل المثال، قد تقلق بشأن مدى إعجاب مديرك بعملك، أو تزورك أفكار وسيناريوهات عن تسريحك من العمل، أو استدعائك إلى الاجتماعات، أو تخاف من ارتكاب الأخطاء.
التغيرات الجسدية
قد تكون أعراض القلق من العمل جسدية أيضًا، فقد تعاني من تغيرات في الشهية، أو توتر العضلات، أو التعب، أو نوبات الهلع المفاجئة التي تأتي بتسارع ضربات القلب، أو التعرق المفرط، أو التنفس السريع، وقد تشعر أيضًا بالمرض الجسدي مع الصداع ومشاكل المعدة.
مشاكل النوم
إن التفكير المتواصل وتوتر العضلات وأعراض أخرى للقلق في العمل قد تجعل من الصعب عليك النوم أو العودة إلى النوم إذا استيقظت في الليل، وقد تجد صعوبة أيضًا في الاستيقاظ أو الخروج من السرير في الصباح، وهو ما يفسر الليالي التي لا تنام فيها أو التي لا تهدأ.
ما الذي يسبب القلق في العمل إذًا؟
غالبًا ما تشترك أسباب القلق في مكان العمل في جذورها مع مشاكل الصحة النفسية الأخرى كاكتئاب العمل، وقد تشمل بعض العوامل التي تساهم في القلق المرتبط بالعمل ما يلي:
عدم التوازن بين العمل والحياة
الشعور الدائم بالارتباط بالعمل وعدم القدرة على الانفصال عنه كقدر واقع عليك، من الممكن أن يلعب دورًا أيضًا في ظهور أعراض القلق في العمل، فقد وجدت إحدى الدراسات التي أجريت في سبع ثقافات مختلفة أن ضعف التوازن بين العمل والحياة مرتبط بالقلق والاكتئاب!
المدير الصعب
يمكن للمديرين التأثير بشكل كبير على سعادة الموظفين أو تعاستهم، وتشير بعض الأبحاث إلى أن ما يقرب من 70% من الموظفين يعتقدون أن مديريهم يؤثرين على صحتهم النفسية، فالطريقة التي يتفاعل بها المديرون مع موظفيهم يمكن أن تؤثر على الصحة النفسية للموظفين وتحميهم من القلق أو تعرضهم له!
عدم الرضى عن عملك والمكان الذي تعمل فيه
من غير المستغرب أن تشكل ثقافات العمل السامة أرضًا خصبة للقلق في مكان العمل، فالكثير من الموظفين يبلغون عن إساءات وسموم وعنف أحيانًا يتعرضون له في أماكن العمل وتنمر من ذوي السلطة العليا!
قلة الثقة بالنفس
غالبًا ما يصاحب القلق قلة ثقة بالنفس، خصوصًا لو سألوك عن شيء لا خبرة لك فيه وتخشى اكتشافهم شيئًا ما عن هذا الأمر، والشعور بعدم الكفاءة في وظيفتك والاعتقاد بأنك خدعت الجميع بطريقة ما ليعتقدوا أنك مؤهل يمكن أن يؤدي إلى زيادة القلق بشأن الأداء في العمل بشكل كبير، لهذا ننصحك في وادي علم أن تخفض صوت القلق في رأسك وأن تبدأ في التعلم أونلاين لتأهيل نفسك وهزيمة القلق.
كيف تتعامل مع القلق في العمل؟
إذا كنت تعاني من القلق المرتبط بالعمل بشكل منتظم، فهناك استراتيجيات يمكنك استخدامها للمساعدة في إدارة هذه الأعراض
اعرف السبب
إذا كنت على دراية بالمواقف والأشخاص في العمل الذين يديرون عجلة القلق، فاتخذ تدابير وقائية لتعظيم قدرتك على التعامل معهم، دوِّن في مذكراتك العوامل التي تساهم في قلقك في مكان العمل، اقرأها مرة أخرى وقم بعمل قائمة بأكثر الظروف التي تثير القلق شيوعًا وابدأ في ممارسة تقنيات التنفس الواعي بعدها!
افحص جسمك
عندما تشعر بالقلق المرتبط بالعمل، لاحظ كيف يهبط هذا القلق على جسدك ويؤثر فيه، أين يستقر في جسمك، هل تذوب أحشاؤك، هل تعاني من صداع، هل يوجعك أعلى ظهرك؟ من المهم أن تمارس هذا النوع من الوعي لمعرفة تفاعل جسدك مع القلق قبل أن يزيد الأمر!
اعكس أفعالك
عندما يجعلنا شيء ما قلقين، فإننا بطبيعة الحال نريد تجنب، لكنك حين تواجه مخاوفك تجعلها تهرب، لذا حاول في المرة القادمة حين يهددك القلق أن تعكس أفعالك، لا تتجنب مشاريعك بل أقبل عليها!
تحدث مع مديرك
إذا كنت تشعر بالراحة في مشاركة مديرك في العمل ما يدور في رأسك، فأخبره بما يحدث معك، ويمكنكما التفكير معًا في كيفية جعل القلق الناتج عن العمل أخف، وبالتالي ستكون أكثر إنتاجية وأعلى أداءً، وتذكر أن هذه المحادثة مع مديرك ليست سهلة وتحتاج منه أن يفهم تأثير القلق على النفسية، ولكن في النهاية ستفيدك هذه المحادثة في العمل بشكل أكثر فعالية.
لا تنسى أن ترتاح
قد يشعر الأشخاص الذين يعانون من القلق بالتوتر بسبب الوقت والمواعيد والتسليمات الضرورية، فتقلق وتشعر وكأنك لا تملك ساعات كافية لإنجاز كل شيء، ويمكن أن يساعد تخطيط أيامك لتغطية أولوياتك القصوى في تخفيف أعراض القلق المرتبط بالوقت في العمل ويمنحك الراحة لمعرفة كيف سيكون يومك، لذا من المهم أن تخصص فترات زمنية لكل مهمة تحتاج إلى إكمالها، وأن تتأكد من أخذ فترات راحة لتستقر.
اعتني بنفسك
إن الاعتناء بنفسك قد يكون عامل حماية من القلق المرتبط بالعمل ويخفف من القلق الموجود، والعناية بالذات لا تعني شيئًا واحدًا يناسب كل الناس، إذ تختلف أشكال العناية بنفسك، بين النوم الكافي، التمارين، طبخ وجبة تحبها، اليقظة، ممارسة هواياتك وغيرها!
قبل أن تذهب
قد يصبح القلق في العمل خطيرًا إذا لاحظت أنماطًا غير صحية في حياتك، إذ يمكن أن تتسرب مشاكل العمل إلى علاقاتك أو حياتك وتؤثر فيها، فقد تجد صعوبة في الاستمتاع بعطلات نهاية الأسبوع أو أنك تسقط ضغوطك على شريكك أو أطفالك، إذا لم تستطع هذه النصائح مساعدتك في تخطي القلق، ننصحك بالعمل مع طبيب مختص! ونتمنى لك السعادة والحياة الطيبة الخالية من سموم القلق والضغوط.