من منا لم يجرب في يوم من الأيام احتراق الخبز أثناء تحميصه أو تسخينه؟ وسواء حدث لك هذا في بداية يومك أو في وسطه أو نهايته وشعرت بالسوء، فهذه المقالة فرصة لإعادة التفكير في الأمر، وهو ما تقوم عليه نظرية الخبز المحروق، ماذا لو أن شيئًا سيئًا حدث أنقذك من شيء أسوأ؟ اقرأ مقالنا لتعرف أكثر عن تلك النظرية!
ما هي نظرية الخبز المحروق؟
في بعض الأحيان، تشعر وكأن العالم بأسره ينهار عليك بسبب وقوع حادث تلو الآخر، سواء استيقظت متأخرًا، ونسيت كي ملابسك، وأحرقت خبزك المحمص، وفوتت حافلتك، ثم تأخرت عن العمل، كلها أحداث سيئة لكن هذا قد ينقذك في الواقع من أمر أكبر مثل الوقوع في زحام مروري، وأي إزعاج آخر، ولكنه قد يكون في الواقع ما تحتاجه حقًا.
وصحيح أن قطعة الخبز المحمص هي مجرد جزء صغير من وجبتك في الصباح يمكنك التخلي عنها، ولكنها عندما تحترق وبالخطأ تدرك مدى تأثيرها على مزاجك وعلى صباحك بالكامل بل وعلى طريقة تفكيرك تجاه العالم كله وبالتالي يكون أمامك حلين، إما أن تكشط الأجزاء المحروقة أو تحاول العثور على شيء آخر في ثلاجتك تأكله، والفكرة هنا في أنك ستجد دائمًا بديلًا أو حلًا.
نظرية الخبز المحروق لا ترتبط فقط بحرق الخبز عن طريق الخطأ، بل هي استدعاء للأشياء المزعجة الكثيرة التي تواجهنا يوميًا سواء، ازدحام المرور، أو انفكاك رباط حذائك في منتصف الشارع، أو نفاد الثلج من الفريزر الخاص بك أو وصول بطارية هاتفك إلى 10% قبل أن تخرج من البيت، وبالتالي نظرية الخبز المحروق هي انتكاسة مؤقتة تحمينا من ضرر أكبر، ومن السهل أن نتجاوز الخبز المحروق وأن نصحح المسار.
بعبارة أخرى، تُعد نظرية الخبز المحروق تذكيرًا بتغيير طريقة تفكيرنا تجاه حدوث الأشياء لنا في الحياة، فبدلًا من التفكير في أنك مستهدف في بداية يومك وأن الحياة لديها مشكلة شخصية معك، يمكنك أن تشعر بالامتنان لأن الأسوأ لم يحدث، وأنك قادر على التجاوز وإكمال طريقك.
فوائد تطبيق نظرية الخبز المحروق في حياتك
لا تخلو الحياة من الأيام السيئة، هي مزيج، ورغم أن مشاعرنا قد تأخذ الأمر في منحنى شخصي، يؤثر على إنتاجيتنا وطريقة تفكيرنا وتعاطينا مع الحياة فإن أحد أهم الفوائد التي تتحقق من تطبيق نظرية ال الخبز المحروق أنك تنتشل نفسك سريعًا من الوقوع في دوامة التفكير السلبي، بل وتقاوم هذا السقوط كلما واجهت عقبة، وتمنح نفسك الفرصة للمضي قدمًا إلى حيث تريد.
وتساعد نظرية الخبز المحروق أيضًا في ممارسة الامتنان بشكل ما، وهو ما يسمح لك بأن تكون أكثر وعيًا وعن عمد فيما يتعلق بأفكارك وأفعالك، إذ من السهل جدًا أن تتعطل عاطفيًا أو عقليًا عندما يحدث خطأ ما، وتساعدك نظرية الخبز المحروق على التخلص من ذلك.
ولعل الأهم من ذلك كله، أن نظرية الخبز المحروق تساعدك على الصمود في مواجهة النكسات المحدودة والمفاجئة والحفاظ على تفكير صحي حتى عند مواجهة تلك التحديات، فهي تجعلنا أقوى ذهنياً وأكثر قدرة على مواجهة الصراعات والصعوبات في المستقبل بشكل أو بآخر.
كيف تمارس نظرية الخبز المحروق في حياتك؟
في المرة القادمة التي تشعر فيها بالانزعاج أو الإحباط بسبب أي إزعاج مفاجئ في حياتك، حاول إعادة تشكيل أفكارك من خلال إخبار نفسك لماذا أنت ممتن لهذا الشيء الذي أزعجك، تحدث بصوت عال، ودون أفكارك في يومياتك وقل لنفسك ما الذي كان من الممكن أن يحدث لو تمت الأمور تمامًا كما هو مخطط لها، بالطبع سيأخذ هذا منك كثيرًا من الوقت والممارسة ولكن بمجرد أن ترى انعكاسات ممارسة هذه النظرية في حياتك، وتحول تفكيرك من السلبية للإيجابية، سيكون من الأسهل عليك تذكر نظرية الخبز المحمص المحترق عندما تسود الفوضى نوعًا ما.
ممارسة نظرية الخبز المحروق أو طريقة بديلة أخرى للتفكير تصبح أكثر طبيعية بمرور الوقت حيث يتغير دماغك ويتكيف مع هذه الطريقة الجديدة في الوجود، فلا تنتقد نفسك كثيرًا إذا شعرت أن الأمر مستحيل في البداية ولا ترهقها أكثر في أوقات الفوضى والانزعاج وتذكر أن قطعة خبز احترقت، أو كوب قهوة انسكب قد أنقذك من مصيبة ما.